محمّد حسن : جروح الثّورة والخيمة
ارتبط بالثّورة- الدّولة كما لم يرتبط فنّان من قبل ،وطاب له المقام هناك.وهو ما جعل تجربته الموسيقيّة غناء ولحنا فاترة في أسماع اللّيبيّين ،إلاّ قليلا.
لا شكّ أنّ محمّد حسن ملحّن ومطرب موهوب ،غزير الإنتاج ،لكنّه قيّد كلّ ذلك إلى وتد شديد الثّبات ،بالكاد سمح له بإظهار موهبته ،والإيغال في مساحات التّجديد والتّحديث.لقد أضاف للموسيقى اللّيبيّة الشّعبيّة كثيرا ،وبرزت في ألحانه خلفيّاتٌ أخّاذة بدت كأنّها بعد ثالث لأغانيه ،رغم وحدة الإيقاع الذي أصرّ عليه.
بدأ بروز محمّد حسن مع "ثورة الفاتح" حيث غنّى لها ،ولقيادتها بحماسة مفرطة ،أفقدته موقع الفنّان المستقلّ الذي كان من الممكن أن يتيح له خوض مغامرات التّجديد الدّائم ،ولم يكن اللّيبيّون ينتبهون لهذه الأغاني الجميلة واعتبروها تملّقا لثورة لم يفهموها ولم تفهمهم ،فاقترب كلاهما من الآخر مبتعدا عنه.
إنّ تجربة "النّجع" و"الخيمة" سمحت بجمع تراث جلّ المناطق والجهات في ليبيا (على خلاف ما حدث في النّوبة التّونسيّة) وقد استعان محمّد حسن بأجمل الأصوات العربيّة واللّيبيّة ليضمن النّجاح ،وللتّشويش على تلك الصّورة التي حملها اللّيبيّون عنه ،ولم يكن هناك مشكل في الكلمة في ما قدّمه ،فالشّعر الذي وظّفه محمّد حسن كان عظيما من أفواه وقلوب شعراء عظام.
وأحسّ هذا الفنّان قبل غيره بوصول تجربته إلى نهايتها ،وشعر بالعجز عن تطويرها،حتّى لقد صرّح أخيرا بملله ممّا فعل. إنّه مشروع موسيقار كبير رأى ،ذات يوم، أنّ عليه الالتصاق بتراثه موافقا بذلك رأيًا فكريّا "للقائد" بخصوص الفنّ ،فالتصق به حدّ الاختناق.
كان عليه ،بعد التّأسيس لأغنية شعبيّة راقية، خوض تجربة أعمق في التّأليف الموسيقيّ ،والاشتغال على نصوص أخرى وإيقاعات أخرى ، تحرّر موهبته الكبيرة ،فهو من طينة الكبار الذين استمرّوا في العطاء بحبّ شديد ،وبغزارة تلفت النّظر ،على عكس البعض من معاصريه شرقا وغربا أولئك الذين جفّت عطاءاتهم سريعا ، وتفرّغوا للظّهور هنا وهناك فارغي الوطاب ،يلهثون خلف قديم غيرهم يكرّرونه تحت مسمّيات غريبة ،حتّى مللناه ومللناهم.
لقد قدّم محمّد حسن للّيبيّين وللعرب أغانيه التّراثيّة بحرفيّة عالية ،وضمن جوّ موسيقيّ حالم مكثّف ،لكنّه لم ينفتح على العالم إلاّ بمقدار ما انفتحت الثّورة التي عاش يغنّيها
ارتبط بالثّورة- الدّولة كما لم يرتبط فنّان من قبل ،وطاب له المقام هناك.وهو ما جعل تجربته الموسيقيّة غناء ولحنا فاترة في أسماع اللّيبيّين ،إلاّ قليلا.
لا شكّ أنّ محمّد حسن ملحّن ومطرب موهوب ،غزير الإنتاج ،لكنّه قيّد كلّ ذلك إلى وتد شديد الثّبات ،بالكاد سمح له بإظهار موهبته ،والإيغال في مساحات التّجديد والتّحديث.لقد أضاف للموسيقى اللّيبيّة الشّعبيّة كثيرا ،وبرزت في ألحانه خلفيّاتٌ أخّاذة بدت كأنّها بعد ثالث لأغانيه ،رغم وحدة الإيقاع الذي أصرّ عليه.
بدأ بروز محمّد حسن مع "ثورة الفاتح" حيث غنّى لها ،ولقيادتها بحماسة مفرطة ،أفقدته موقع الفنّان المستقلّ الذي كان من الممكن أن يتيح له خوض مغامرات التّجديد الدّائم ،ولم يكن اللّيبيّون ينتبهون لهذه الأغاني الجميلة واعتبروها تملّقا لثورة لم يفهموها ولم تفهمهم ،فاقترب كلاهما من الآخر مبتعدا عنه.
إنّ تجربة "النّجع" و"الخيمة" سمحت بجمع تراث جلّ المناطق والجهات في ليبيا (على خلاف ما حدث في النّوبة التّونسيّة) وقد استعان محمّد حسن بأجمل الأصوات العربيّة واللّيبيّة ليضمن النّجاح ،وللتّشويش على تلك الصّورة التي حملها اللّيبيّون عنه ،ولم يكن هناك مشكل في الكلمة في ما قدّمه ،فالشّعر الذي وظّفه محمّد حسن كان عظيما من أفواه وقلوب شعراء عظام.
وأحسّ هذا الفنّان قبل غيره بوصول تجربته إلى نهايتها ،وشعر بالعجز عن تطويرها،حتّى لقد صرّح أخيرا بملله ممّا فعل. إنّه مشروع موسيقار كبير رأى ،ذات يوم، أنّ عليه الالتصاق بتراثه موافقا بذلك رأيًا فكريّا "للقائد" بخصوص الفنّ ،فالتصق به حدّ الاختناق.
كان عليه ،بعد التّأسيس لأغنية شعبيّة راقية، خوض تجربة أعمق في التّأليف الموسيقيّ ،والاشتغال على نصوص أخرى وإيقاعات أخرى ، تحرّر موهبته الكبيرة ،فهو من طينة الكبار الذين استمرّوا في العطاء بحبّ شديد ،وبغزارة تلفت النّظر ،على عكس البعض من معاصريه شرقا وغربا أولئك الذين جفّت عطاءاتهم سريعا ، وتفرّغوا للظّهور هنا وهناك فارغي الوطاب ،يلهثون خلف قديم غيرهم يكرّرونه تحت مسمّيات غريبة ،حتّى مللناه ومللناهم.
لقد قدّم محمّد حسن للّيبيّين وللعرب أغانيه التّراثيّة بحرفيّة عالية ،وضمن جوّ موسيقيّ حالم مكثّف ،لكنّه لم ينفتح على العالم إلاّ بمقدار ما انفتحت الثّورة التي عاش يغنّيها
Free File Hosting at BOXSTr.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق