الجـزء 7
التّمـازج بين الشّعر والحياة
الخمـرة
أمّا المستوى الثّاني في علاقة مظفّر النّوّاب بالخمـرة فهو مستوى اللّذّة والفرح الذي يبلغ أحيانا حدّ الطّفوليّ ،وهي لحظات لا شكّ أنّ الشّاعر يقتنصها من بين ألم الغربة والاغتراب لتكون القصيدة فيها رقيقة ، طافحة بالمتعة وقريبة من نصوص الحسن بن هانئ ، وديك الجنّ وغيرهما.ففي نصّ يحـوي أجمل الاستهلالات الخمريّة ، وهو قصيد " القبطان"، يبتـدئ مظفّر نصّه شفّاف العاطفة ،عاشقا مدنفا محبّا للحياة :
" اِسقنيهـا
وافضحـي فـيّ المَـلامَـا ،،،
بلغتْ نشـوتَهـا الخمـرةُ في خـدّيْـكِ
نثْـرَ الـوردِ في كأسِ النّـدامَـى ،،،
ورَوتْ مبسـمَ وردٍ نـزع التّاجَ بأرواحِ السّكارى
بمعانٍ نزعتْ ألفـاظَها
وقف العشـقُ على كفّيْه مجنونا من النّشوةِ
والعـودُ ارتخـتْ أوتـارُهُ
واللّحـنُ قـامَـا ،،،"
في هذا النّصّ نلتقي الشّاعر عليما بـ"أدب الشّرب" حريصـا على احترام مقام الخمرة :
" اِسقنيهـا
وفـدى خُفّيْـكِ من يشـرب خمـرًا
وهو لا يعرف للخمـرِ مقـامَـا ،،،
أيّهـا الشّـاربُ !
إن لم تـك شفّـافًا رقيقًا كـزجاجِ الكأسِ
لا تقربْ طقوسَ السّكرِ والكينونة الكبرى
فسـوء الخمـرِ يـؤذي بينما يقتل سوءُ الخلق
فاشربْهـا كريمًـا دمثًـا
تطمع أنّ النّارَ تستثنـي الكـرامَـا ،،،"
ويعطي للخمر تعريفا أوسع من كونها أداة للّذّة والفرح :
" إنّنـي صـبٌّ أسمّـي كـلّ ما يسلبُ لبّـي خمـرةً
إن كـان حُسنًـا
أو قـراحَ المـاء من كـفّ كريـمٍ
أو حـزامًـا نـاسِفًـا
أو بيـتَ شعـرٍ أو مـدامَـا ،،،"
أو قـراحَ المـاء من كـفّ كريـمٍ
أو حـزامًـا نـاسِفًـا
أو بيـتَ شعـرٍ أو مـدامَـا ،،،"
...يتبع...