22‏/03‏/2009

أصوليّة الهـوامش : بلقاسم بوقنّة ثـانية

كـان مسـاءً يضـجّ بالـوحدة ،والبـرد...
دخلـت " الفايس بوك " لأرى بعضا من صخب العالم ،عـلّ صديقـا يطــلّ من لحظـة فجـائيّة فـأصمت معه قليلا ،أو عطـرا نسـويّـا جميـلا يفيـح علـى أطـراف أصابعـي ،فـأكتب شيئـا لنفسي الـوحيدة...
لـم أجـد سـوى أصـداء روحي المنهكة...
ولكن ـ وقد اشتدّت بي رغبة الخروج ـ طلبني بلقاسم بوقنّة ، أو هكذا ظننت ، للحوار...كنت سعيـدا ، فذا صديق من نوع خـاصّ...صديق أعلن اختلافي معه ولكنّي أحبّه... والاختلاف مع رؤيته للغناء لا غير...
اندفعت أعاتب فراقنا الطّويل منذ سنتيْن خلتا ... كنت رأيته في حفل بـ"بومهـل" ذلك الصّيف...إنّمـا قد فوجئت بـ"السيّـد " يهاجمنـي...
قـال أنّـه كان يتمنّـى رؤيتـي والتّعـرّف علـي لطـول مـا كـان "بلقاسـم بـوقنّه" يحكـي عنّـي...
إيـه جيّـد !
لكنّـه ، وبدون مقدّمـات ، بـدأ بمهـاجمتي مختفيـا وراء الاسـم...ولأنّـه كـان يعـرف ـ أكيـد ـ أنّني سـأردّ بمـا خبـرت عـن هـذه الأصـوليّة المقيتة المتعصّبـة لـرداءتهـا...فقـد استـرسـل غيـر عـابئ بمـا كنت أحـاول أن أقـول...
قـال : "تتـدخّـل فـي الإذاعـات ،صحبـة "علـي سعيـدان " لتهـاجمـا "بـوقنّـه " سـترى ...قلـت لـه : أنـت مـا عـلاقتـك ببـوقنّـه ؟ وهـل يمكـن أن تلغـي شخـصا فـي مسـألة لـه فيهـا رأي يخـالفك ؟ خـاصّة وهـي مسـألة فنّيّـة لا جـدال أفكـار ومعـارف...
أنـا أزعـم ـ علـى ثقـة باللّغـة ـ أنّ السيّـد أسيـر محـافظتـه ، وضيقـه بالعـالم ، وعجـز رئتيْه عـن أخـذ شـيء مـن هـواء العصـر...
ولي أن أختـم : مـن نـصّ لـي " مـدارات الكـوكب الحـزين "
فِيـمَ رحيلُـكَ يـا سيّـدي
والحِـراساتُ منـدسَّـةٌ بالحقـائـبِ ؟
تـأخـذُ لـونَ المكـانِ الـذي أنـتَ فيـه
تُغيِّـرُ أمعـاءَهـا لـو أرادَتْ !
وأنـتَ كمـا أنـتَ بيـن العـواصِـفِ
تذكـرُ مـا خبّـأَتْـهُ الفراشـاتُ تحت فساتينهـنّ
وتحلُـمُ بالصَّحْـوِ !
مـاذا تُـرى يفعـل الصّـحـوُ ؟
ـ لا شـيءَ غيـرَ انتظارِكَ فيـه
وفيـمَ انتظـارُكَ ؟
عيْنـاكَ للمـاءِ والـزّورقِ الـوَرَقـيِّ
ووجهُـكَ من كَدَمـاتِ العواصـفِ وجـهُ الزّمـانْ ،،،
أعـودُ إلـى البحـرِ...
لـم يَثْمـلِ اللّـهُ بالجيِّـديـن ،
فكيفَ أَيـا سيِّـدي بثمالـةِ خَلْـقٍ ؟
وأَسْـوَأُ ما فـي الشّـرابِ بقايـا القنـانْ ،،،
محمّد الخامـس ـ