27‏/01‏/2010

بيـت للطّيـرِ...وللحبّ

بيْـتٌ...

في التّلّـةِ تـأوي نصـفُ عصافيـر اللّيلِ إلى شبّاكـهِ

والمـاءُ حـزينٌ بـالنّهـرِ

حـزينٌ بـالنّهـرِ !

قـريبًـا...سوف أطيـرُ فـراشًـا

وأحـطُّ عليـكَ

أيـا مـاءً بالنّهـرِ حـزيـنْ ،،،

روحـي تفّـاحةُ عشـقٍ

أَفسـدها الـدّودُ البشـريُّ

وراودهـا اللّيـلُ لتسقـطَ....

مـا سقطـتْ !

فـالعشـقُ مَتيــنْ ،،،

والعشـقُ...لقـد أضنـاهـا !

والهجــرُ...وبعـضُ صـداقـاتٍ

تقـرأُ أشيـاءَ العالـمِ بـالسّكّيـنْ ،،،

بيْــتٌ...في التّلّــةِ

يتثـاءبُ في الفجـرِ كطفــلٍ

ويجـيءُ النّهـرَ فيغسـلُ شبّـاكَه للطّيْـرِ

وللّيــلِ

ولمـن في الحبِّ أميـنٌ...وأميـنْ !،،،

يـا بيتًـا يغسـلُ طينَـه بالنّهــرِ

أَبالمــاءِ الطّيــنْ ؟،،،

* * *

بيــتٌ...في التّلّــةِ

تنـزلُ أَقمـارُ اللّيـلِ على أَسطحِـهِ...

للّـهِ...بعيْنيْـهِ !

يحـرسُ شبّـاكَـه من دودِ الأرضِ

ومن فهـمِ اللّـذّةِ في المُحكـمِ والتّـاريـخِ

سيّــدتـي !

أشـربُ كـأسيْـن لأقـرأَ روحَـكِ !

أُدفــئ نهـديْكِ كثيـرًا

فاللّيـلُ طـويـلْ ،،،

وأنـا من جَمـرِ الشّهـوةِ

أخفـقُ بالخمـرِ كقنـديـلْ !،،،

أُضـيءُ سـراديبَ الـوردِ بسـاقيْـكِ

وأرشـفُ مـاءَ السّكّــرِ

من شفتيْـكِ يسيــلْ ،،،

وأشـدُو بغنـاءِ الطّيـرِ على الشّبّـاكِ

سيّــدتـي !

بـرقٌ يلسـعُ فـي روحِـي ،

والــرّعـدُ قليــلْ ،،،

ولسـتُ لغيـرِ الحـبِّ

وإلى حيث الخصـر أَميـلْ ،،،

أرأيـتِ البعـضَ ؟

يسـاريٌّ في مـا يقـرأُ

ويميـنٌ فـي التّـأويـلْ !،،،

* * *

بيـتٌ في التلّـةِ

تـأوي تصفُ عصـافيرِ اللّيـلِ إلى شبّـاكهِ

تنفـضُ أجنحـةً كَسلَـى

وحنيـنُ مراهقةٍ أجّـرَتِ القلبَ طـويلاً

قبّلتُهـا قبـل قليـلِ

وقـرأتُ علـى سـرّتها فسـقَ العالمِ

حـذّرتهـا من صبـواتِ اللّـهِ

فمـا جسـدٌ ! هـذا وطـنٌ ليس يُـؤجَّـرُ

أو تزنـي فيه العصبيّـاتُ بـأسماءٍ عـربيّـهْ ،،،

سيّـدتِـي !

أخشـى هـذا الدّيـنَ القبلـيَّ على وطنـي

أخشـى يـزني شيـوخُ الحـوزةِ

بـالأرحـامِ النّبـويّـهْ ،،،

هـذا وطـنٌ ليس يُـؤجّـرُ !

ملـؤوا رِئتيْـهِ سحـاقًـا في اللّـهِ

واستمتـع فيه البعضُ زواجًا بالتّاريـخِ

فـأعلـنَ دولتَـهُ الهمجيّـهْ ،،،

* * *

بيـتٌ في التّلّـةِ

أصعـدُ أدراجَهُ طفـلاً

وأطـوفُ بأعشـاشِ الطّيـرِ بهِ.

ها ممشًـى لا زال نظيفًـا

فـالآخـرُ يسقـطُ !

يتـزاحم فيه القمـعُ وجنـدُ اللّـهِ

وفتـاوًى للمتعـةِ والتّفخيــذِ !!

وتحـريمِ قتـالِ المحتـلِّ !

سيّـدتي !

مـا زلـتُ وراءَكِ والـدّربَ !

تلتفتيـن كعصفـورةِ صبـحٍ

والنّهـدُ يخـاف أراهُ...وأخـافُ بـداوتَـه

يـا بـدويَّ الشّهـوةِ والـرّعشـةِ !

يــا........أَوَتـذكـرُ ؟؟

بيـن المـاءِ وأصـوات الطّيـرِ ؟

اصمــتْ ! لا آمـنُ حتّى الطّيـرَ

أنـا ، سيّـدتـي ،

آمـنُ كـلَّ الأشيـاءِ سـوى النّسيــانْ ،،،

وأن أُوضَـعَ في الرفّ كتـابًا ثـوريًّـا

يحفـظُ بعـضَ وسامتـه العنـوانْ ،،،

مـرّ قطـارُ الحـبِّ فمـا أحـدٌ أعرفـهُ

وشـربتُ لأطـردَ من روحي الغثيـانْ ،،،

لأُوقـظَ قلبـي !

فـالبـردُ لقـدْ أدفَـأهُ...

والهَـذَيـانْ ،،،

م.الخامس ـ المريسة ـ قربص ـ جانفي 2010