16‏/12‏/2008

مشوار ـ الستّ ـ استماع


إلـى فيـروز : زهرة الشّرق الحالم (6)

سيّدتي !
لا زلتُ أرى أنّ الأغنية الجميلة تفيض عن قصيدة حالمة...ولا زلتُ أرى أنّ شعر الرّحابنة المدهش دفع بموسيقاهم بعيدًا...نحو مكامن أركستراليّة صدمت بحداثتها جسد الأغنية العربيّة المترهّل تحت وطأة الزّوائد والقولبة.
سيّدتي !
إنّ بساطة البناء في شعر الرّحابنة ،سمح بتكثيف صور الطّفولة حيث المروج والدّرج والأراجيح والبيت العتيق..وقد التحفت هذه الصّور بالثّلج والشّمس والفصول والحنين ممّا أكسبها نقاء خاصّا يفتح ما أُغلق في ثنايا الرّوح ،فينسكب الضّوء على المنسيّ ،وينتشي العمق ،ويشفّ حدّ الصّمت...
سيّدتي !
إنّ لأغانيكِ ـ التي كتب عاصي ومنصور كلماتها ـ مذاقا فريدا..يعيد رسم الطّفولة ،ويلوّن فضاء الذّاكرة بالضّوء والأصوات والغيوم...
مين قال حاكيتو وحاكاني
ع باب مـدرستي
كانتْ عم تشتّـي
إنّه شعر يلتقط الأشياء والتّفاصيل الصّغيرة ،مترفّعا عن الشّموليّ ..شعر مليء بالموسيقى ،فلا يعقّد الرّحابنة معالجته الفنّيّة ،بل يتبعون إيقاعاته بحجمٍ موسيقيّ يبدو ضئيلاً ،لكنّه يندمج بالشعريّ وبصوت فيروز الخرافيّ..فلا يبحث عن تأكيد ذاته الخاصّة به دونهما...
وقالوا شلحلي ورد ع تختي
وشبّاكنا بيعـلا
شـو عرّفو أيّا تختي أنا
وأيّا تخت أختي ؟
بيلفّقـوا أخبـار...مشوار