03‏/12‏/2008

إلـى فيـروز : زهرة الشّرق الحالم (1)

سيّـدتي !
لا زلتُ أقول لزوجتـي بتعـالٍ طفـوليّ :" لـو كنتُ لبنـانيّا ، لغنّـت فيـروز من شعـري ".
ولا زلـت ـ سيّـدتي ـ أحلـم بلقـائك دون أن أعـدّ لـذلك سـوى حبّـي لك ،وانتشـائي اللّـذيذ بـوجهكِ التّاريخيّ الآسـر ، وبصـوتكِ الكـونيّ البـريء .
سيّــدتي !
كـانت المـرأة الأولـى التـي أحببـتُ لا تهتمّ كثيرا بأغانيكِ ، ولا تحفظهـا. ولـذلك ، حين افتـرقنا ، وحتّـى أشـدّ على جرحي الغائر،قلـت : " هي لا تعشق فيروز ،وهذا يكفي."
واندمل الجرح،بخسارات متفاوتة ،ولم يندمل شغفي بفنّك ,ولا اندمل حضوره الدّائم في روحي.
سيّــدتي !
ثـمّ أحببت ثانية...كانتْ كقطّة مـرج بـرّيّة...تختفي أظافرها الجميلة كلّما عانقتها ،ويهـدأ شعرها المتوحّش بين أصابعي... امرأة حين أضمّها تأتي إلى حضني البراري والصّحارى البعيدة ،وتصهل في جنبيّ خيول أصيلة.
قلتُ لها مرّة ،وعصفور صغير يعدّ لحنا لحبيبته على غصن شجرة قريبة :
ـ أتعرفين فيروز ؟
قالت كأنّها كانت تنتظر سؤالي :
ـ يـا داره دوري فينـا
ظلّي دوري فينـا
تننسـى أساميهم
وينسوا أسامينـا
واندفعنا نغنّيها...هي بفرح صوتها المثير...وأنا بحزني المتوارث ،وبرغبتي المختبئة بين الضّلوع.
هذه الأغنية التي لحّنها فيلمون وهبه ،والتي عندما سمعتها حماتك ـ سيّدتي ـ قالت :
ـ بعد بعد هيك غنّيّه ما فيه !
كانت تظنّ أنّها من ألحان ابنيها عاصي ومنصور.
سألونـا وين كنتـو ؟
وليش ما كبرتو انتـو؟
بنقلّن : انسينا !
dara-dory.mp3

Free File Hosting at
BOXSTr.com