الحلقة 18
في نفس الباب من نفس الكتاب يروي الجاحظ قصصا أشدّ غرابة وطرافة وجرأة عن بعض من يعشق الكلاب بل ويضاجعها :
زعم اليقطريّ أنّه أبصر رجلا يكوم (أي يضاجع) كلبة من كلاب الرّعاء،ومرّ بذلك الإير العظيم في ثفرها...فزعم أنّها لم تعقد عليه،ولا ندري أمكّنتْه أم اغتصبها نفسها.
وأمّا النّاس ففي ملح أحاديثهم أنّ رجلا أشرف على رجل وقد ناك كلبة،فعقدت عليه،فبقي أسيرًا مستخزيا يدور معها حيث دارت،قال:فصاج به الرّجل :اضربْ جنبيْها ،فأطلقتْه،فرفع رأسه إليه،فقال:أخزاه اللّه،أيّ نيّاك كلبات هو !
وخبّرني من لا أردّ خبره أنّه أشرف من سطح له،فإذا هو بسواد في ظلّ القمر،في أصل حائط،وإذا أنين كلبة،فرأى رأس إنسان يدخل في القمر،ثمّ يرجع إلى موضعه من ظلمة القمر،فتأمّل في ذلك،فإذا بحارس ينيك كلبة،قال فزحمته وأعلمته أنّي قد رأيته،فصبّحني من الغد يقرع الباب عليّ،فقلت له: ما حاجتك ؟ وما جاء بك ؟ فقد ظننت أنّك ستركب البحر،أو تمضي على وجهك في البراري .قال: جعلت فداك،أسألك أن تستر عليّ،ستر اللّه عليك،وأنا أتوب على يديْك.قال:قلت:ويلك فما اشتهيتَ من كلبة؟ قال: جعلت فداك،كلّ رجل حارس ليس له زوجة،ولا نجل،فهو ينيك إناث الكلاب إذا كنّ عظام الأجسام.قال فقلت: فما يخاف أن تعضّه ؟قال: لو رام ذلك منها غير الحارس التي هي له،وقد باتت معه،فأدخلها في كسائه في ليالي البرد والمطر لما تركته،وعلى أنّه إن أراد أن يوعبه كلّه لم تستقرّ له. قال:ونسيت أن أسأله:فهل تعقد على أيور النّاس كما تعقد على أيور الكلاب؟ فالتقيته بعد ثلاثين سنة،فقال: لا أدري،لعلّها لا تعقد عليه لأنّه لا يُدخله فيها إلى أصله...
زعم اليقطريّ أنّه أبصر رجلا يكوم (أي يضاجع) كلبة من كلاب الرّعاء،ومرّ بذلك الإير العظيم في ثفرها...فزعم أنّها لم تعقد عليه،ولا ندري أمكّنتْه أم اغتصبها نفسها.
وأمّا النّاس ففي ملح أحاديثهم أنّ رجلا أشرف على رجل وقد ناك كلبة،فعقدت عليه،فبقي أسيرًا مستخزيا يدور معها حيث دارت،قال:فصاج به الرّجل :اضربْ جنبيْها ،فأطلقتْه،فرفع رأسه إليه،فقال:أخزاه اللّه،أيّ نيّاك كلبات هو !
وخبّرني من لا أردّ خبره أنّه أشرف من سطح له،فإذا هو بسواد في ظلّ القمر،في أصل حائط،وإذا أنين كلبة،فرأى رأس إنسان يدخل في القمر،ثمّ يرجع إلى موضعه من ظلمة القمر،فتأمّل في ذلك،فإذا بحارس ينيك كلبة،قال فزحمته وأعلمته أنّي قد رأيته،فصبّحني من الغد يقرع الباب عليّ،فقلت له: ما حاجتك ؟ وما جاء بك ؟ فقد ظننت أنّك ستركب البحر،أو تمضي على وجهك في البراري .قال: جعلت فداك،أسألك أن تستر عليّ،ستر اللّه عليك،وأنا أتوب على يديْك.قال:قلت:ويلك فما اشتهيتَ من كلبة؟ قال: جعلت فداك،كلّ رجل حارس ليس له زوجة،ولا نجل،فهو ينيك إناث الكلاب إذا كنّ عظام الأجسام.قال فقلت: فما يخاف أن تعضّه ؟قال: لو رام ذلك منها غير الحارس التي هي له،وقد باتت معه،فأدخلها في كسائه في ليالي البرد والمطر لما تركته،وعلى أنّه إن أراد أن يوعبه كلّه لم تستقرّ له. قال:ونسيت أن أسأله:فهل تعقد على أيور النّاس كما تعقد على أيور الكلاب؟ فالتقيته بعد ثلاثين سنة،فقال: لا أدري،لعلّها لا تعقد عليه لأنّه لا يُدخله فيها إلى أصله...