التّمـازج بين الشّعر والحياة
في الحركة الثّانية من وتريّات ليليّة تبلغ القصيدة أوج انسيابيّتها وقبضها على لحظات الهروب في القفر الإيرانيّ ،وتنفتح روح الشّاعر لتسع كلّ ما حولها وما فيها ،وتتّقـد الحواسّ لتلتقط الهواجس والـرّؤى :
" مَـنْ ذلـك يـأتي بيـن النّـثّ وبين عـواء الـذّئب
وبيـن هـروبـي في النّخـل ؟
يـرافقنـي نصـفَ الـدّربِ
وبعـد النّصف يقـول يـرافقني ! "
وبلغـة متعاليـة أنيقـة الإيقـاع والكلمـات ،تحويهـا صـور سورياليّة لا تقدر عليها سوى يـد رسّام عظيم (ومظفّر رسّام وموسيقيّ عازف على العود) يصـوّر مظفّر وصـوله منطقة "عربستان" العربيّة داخل إيران :
" فـاطبق صمـتٌ وبكـى النّخـل
وكانت سفـنٌ في آخرِ شـطّ العـرب احتفلتْ بـوصولي
ودّعنـي النّـوتيُّ وكان تنـوخيًّـا تتوجّـع فيه اللّكنـة
قـال : إلى أيـن الهجـرة ؟
فـارتبك الخـزرج والأوس بقلبي ! "
وتبـدأ مطـاردة الـذّئب الإيـرانيّ للشّاعـر :
" وشمّ الـذّئبُ الشّـاهنشـاشيُّ دمـي
سـال لُعـابُ الـذّئب علـى قـدمي
ركـض البستـانُ
وكان الـرّبُّ على أصغـر بـرعم وردٍ
نـاديتُ عليـه : ستُقتـل...فـاركـض ! "
ويـدخل الشّـاعر بيتـا لبعـض الفلاّحين ليلتقـط هـذا المشهد المـدهش :
" وجـدتُ فـوانيسَ الفـلاّحين
تُعيـن على المـوتِ حصـانًـا يحتضـرُ
عينـاهُ تضيئـان بضـوء خافـت فوق أنـوف الفـلاّحين
وينشـج لـو مـات على الـرّيحِ..."
لتلتقي روح الحصان بروح الشّاعر،فهو هنا يرسم الذّات والكون.ويحكي واقع هؤلاء الفلاّحين العرب تاريخا وعزما وأحلاما :
" وصرختُ إلهِـي !
أولاء الفلاّحين كـم انتظـروا
علّمهـم ذاك حُسين الأهـوازيُّ من القرن الرّابع للهجرة
علّمهم علـمَ الشّعـبِ على ضَـوءِ الفـانـوسِ وَلا واللّـه على ضـوء الظّلمـةِ !! "
" مَـنْ ذلـك يـأتي بيـن النّـثّ وبين عـواء الـذّئب
وبيـن هـروبـي في النّخـل ؟
يـرافقنـي نصـفَ الـدّربِ
وبعـد النّصف يقـول يـرافقني ! "
وبلغـة متعاليـة أنيقـة الإيقـاع والكلمـات ،تحويهـا صـور سورياليّة لا تقدر عليها سوى يـد رسّام عظيم (ومظفّر رسّام وموسيقيّ عازف على العود) يصـوّر مظفّر وصـوله منطقة "عربستان" العربيّة داخل إيران :
" فـاطبق صمـتٌ وبكـى النّخـل
وكانت سفـنٌ في آخرِ شـطّ العـرب احتفلتْ بـوصولي
ودّعنـي النّـوتيُّ وكان تنـوخيًّـا تتوجّـع فيه اللّكنـة
قـال : إلى أيـن الهجـرة ؟
فـارتبك الخـزرج والأوس بقلبي ! "
وتبـدأ مطـاردة الـذّئب الإيـرانيّ للشّاعـر :
" وشمّ الـذّئبُ الشّـاهنشـاشيُّ دمـي
سـال لُعـابُ الـذّئب علـى قـدمي
ركـض البستـانُ
وكان الـرّبُّ على أصغـر بـرعم وردٍ
نـاديتُ عليـه : ستُقتـل...فـاركـض ! "
ويـدخل الشّـاعر بيتـا لبعـض الفلاّحين ليلتقـط هـذا المشهد المـدهش :
" وجـدتُ فـوانيسَ الفـلاّحين
تُعيـن على المـوتِ حصـانًـا يحتضـرُ
عينـاهُ تضيئـان بضـوء خافـت فوق أنـوف الفـلاّحين
وينشـج لـو مـات على الـرّيحِ..."
لتلتقي روح الحصان بروح الشّاعر،فهو هنا يرسم الذّات والكون.ويحكي واقع هؤلاء الفلاّحين العرب تاريخا وعزما وأحلاما :
" وصرختُ إلهِـي !
أولاء الفلاّحين كـم انتظـروا
علّمهـم ذاك حُسين الأهـوازيُّ من القرن الرّابع للهجرة
علّمهم علـمَ الشّعـبِ على ضَـوءِ الفـانـوسِ وَلا واللّـه على ضـوء الظّلمـةِ !! "
...يتبع...