لقـد أنجـب المـرازيق ـ ولا يـزالون ـ شعـراء كبـارا...ولكـنّ "محمّـد الطّـويل " ـ فيما أزعـم ـ أعظمهم شـأنـا...
ورغـم بنيته الجسـديّة الضّخمة ،وبـدويّته العفـويّة ، فهو مـن أرقّ الشّعـراء حين يتغـزّل ، وإن كـان غـزله قليـلا أو محجـوبا ،بسبب شفـاهيّة النّقـل ، وحفـظ النّـاس لشعـره الـذي كـان ينشـده فـي الأعـراس ، وهو في الغـالب شعـر منضبط ، محكـوم بمـواضيع العـرس مثـل "الـرّبط" و"الحجي"...
بـرع "الطّـويل" فـي الهجـاء ،وتقـاسمه مع أحـد جهـابـذة هـذا اللّـون مـن القـول الشّعـريّ ، وهـو "علي البكّوش" الـذي كـان "الطّـويل " يخشـاه أشـدّ الخشيـة ،لأنّـه كـان يدفـع بالهجـاء إلـى حـدوده القصـوى في لغـة جـارحة فـاضحة ، مثـل هـذا النّـصّ الـذي يقسـم فيه "علي البكّـوش" ظهـر "الطّـويل" بعبـارات مهينة ، ويظهـره في صـورة فسّـاء :
راكْ مـاكش حـيْ مـع لُمَّـهْ
جـريتلَكْ في الوطنْ غريبهْ
بوشَكْ في مواعيـد اللّـمّـهْ
يقبقِـبْ زي جَـرّه أم رقيبَهْ
( لُمّـه = الأمّه / النّاس بوشَكْ في مواعيـد اللّـمّـهْ
يقبقِـبْ زي جَـرّه أم رقيبَهْ
البـوش = الشّرج )
وكـان لـي شـرف مجـالسة "محمّد الطّويل" في أخريات أيّامه...فهـذا الشّاعر الفحـل على عـلاقة دمٍ مَـا بأسـرتي ، وكان يحمـل نحـوها شعـورا بمعـروفٍ أفصـح لـي عـنـه في ذلـك اللّقـاء الجميـل..... ( يتبع)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق