متشرّفا بدعوة الأخ الأستاذ منجي الأسود ،قدّمت بإذاعة الكاف مداخلة حول الأغنية الشّعبيّة كان صديقي المنجي قد دعاني لإثارتها بعد إطّلاعه على تدوينتي المطوّلة التي تضمّنت دراسة مقارنة حول الأغنية الشّعبيّة في ليبيا وتونس...وقبل أن أعود مطوّلا لهذه الحصّة ،أقدّم صورة لإجاباتي عن سؤال للمقارنة بين تجربتيْ الأغنية في البلديْن ، حيث أوضحت أنّ الأغنية الشّعبيّة في ليبيا عاشت ولا زالت تعيش بقوّة نصّها الشّعريّ الذي تناولتْه ،و"براءتها" في مسألة الإنتاج والاحتراف الفنّيّيْن ، إنّما نبّهت إلى أزمة قادمة سوف تعيشها هذه التّجربة الفريدة ـ إن لم تكن قد بدأت بالفعل ـ بفعل وصول الرّتابة الموسيقيّة إلى درجة تعيق الاستمرار والتّقدّم...وهي مسألة تماثل أيضا ما كتبته عن ظاهرة بلقاسم بوقنّة...
وأقدّم في هذا السّياق أغنية لصوت يمتلك خصوصيّة في الغناء...هو الفنّان عبد الحفيظ أشرف محفوظ ،حيث يؤدّي هنا نصّا شعريّا مكثّفا ،ذكيّا ، سهلا وممتنعا...
لا تذبلْ يـا نـوّارْ
لا تذبل لا تحتارْ
................
لا تذبلْ لا تشتاقْ
نسقيك غلا حقّـانِي
لا ما تذيبلِ لوراقْ
إنت ساكن وجدانِي
وتلاحظون رغم الإيقاع السّائد ، فإنّ باللّحن شغلاً كبيرا ،ودفءًا موسيقيّا واضحا يُلبس الأغنية رداء ثريّا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق