الجـزء 9
مظفّر شاعرا عامّيّا
" عـوّدتني
انتظر...وارسمْ على الأيّام موعد
قتلي من يعتق جرح..جرحين
يتلاقه وجعها...
عوّدتني
أترك إبّيتك بطاقة عيد وموعد
وأكتب ببابك إذا مسافر...كلمتين
ولقيتك امسافر من غير رجعة..."
مظفّر النّوّاب ليس شاعرا شعبيّا...بل هو الشّاعر الذي أوجد الشّعر العاميّ الحديث في العراق ، وساهم في تطويره وإغنائه وتكوين مدرسته الخاصّة به التي لقيت شعبيّة لا مثيل لها ، بل أنّ مظفّرا هو بالأساس شاعر بالعامّيّة اشتهر بقصائده الفصحى .
لقد برزت عبقريّة النّوّاب في كونه ارتقى بالقصيدة العامّيّة إلى مستوى القصيدة الفصيحة شكلا...ولغة...وحين استغرب البعض من اللّغة المكتوبة في نصوصه العامّيّة اعتمادا على الشّكلانيّة زعما بأنّ الشّعب لا يتكلّم بمثل هذه اللّغة ، قال مظفّر " هذه لغتي أنا...وليست لغة الشّعب" ، وذلك صحيح تماما فالشّاعر يصنع اللّغة لا العكس...
تعود علاقة مظفّر بالشّعر العامّيّ كما يقول هو إلى أسباب أربعة :
ـ بيئته الطّفوليّة التي عاشها والقريبة من أجواء بيته المشحونة بهدهدات المهد والأهازيج والسبايات .
ـ قدرة العامّيّة على ملامسة النّاس مثلما كان الأمر مع العامّيّة المصريّة.
ـ تمتّع العامّيّة بغنى جماليّ موروث وغير مدروس جيّدا.
ـ عامل شخصيّ يعود إلى زيارته سنة 1955 إلى أهوار العمارة (إحدى مدن جنوب العراق الرّئيسيّة) حيث استمع إلى بعض المغنّين " غرير " و"جويسم" و" سيّد فالح" الذين أذهلوه بغنائهم...لحظتها كما يقول "تكشّف له عالم مهمل لكنّه مليء بالجمال..."
لقد شبّه مظفّر الكتابة بالعاميّة بالنّحت على الطّين "كونها مطواعة وبعيدة عن موضوع النّحو والإرث البلاغيّ ثمّ أنّ اشتقاقاتها تمنح الشّاعر سعة وحريّة في اشتقاق أيّة مفردة ربّما غير موجودة أساسا أمّا في الفصحي فذلك غير ممكن لأنّ الاشتقاقات لها طبيعتها النّحويّة".
ومظفّر لا يعتبر العامّيّة مضادّا للثّقافة العربيّة تشتّت الإنجاز العربيّ الإبداعيّ ، وهو يرى أنّ لها عالمها ومزاياها كما للشّعر الفصيح مزاياه...
" يا حِـزن ! يا ريت أعرفك
كنت أسوّيلك حديقة
وممشى من كاشي الفرح قدّام بيتك
يا حزن يا ريت أعرفك وين تسكن
كنت أقلّك لا تجيني
وتمشي كل هاي المسافه
وحدي كنت أجيتك !
يا حزن وحياة حزنك ما عرفتك "
...يتبع...
انتظر...وارسمْ على الأيّام موعد
قتلي من يعتق جرح..جرحين
يتلاقه وجعها...
عوّدتني
أترك إبّيتك بطاقة عيد وموعد
وأكتب ببابك إذا مسافر...كلمتين
ولقيتك امسافر من غير رجعة..."
مظفّر النّوّاب ليس شاعرا شعبيّا...بل هو الشّاعر الذي أوجد الشّعر العاميّ الحديث في العراق ، وساهم في تطويره وإغنائه وتكوين مدرسته الخاصّة به التي لقيت شعبيّة لا مثيل لها ، بل أنّ مظفّرا هو بالأساس شاعر بالعامّيّة اشتهر بقصائده الفصحى .
لقد برزت عبقريّة النّوّاب في كونه ارتقى بالقصيدة العامّيّة إلى مستوى القصيدة الفصيحة شكلا...ولغة...وحين استغرب البعض من اللّغة المكتوبة في نصوصه العامّيّة اعتمادا على الشّكلانيّة زعما بأنّ الشّعب لا يتكلّم بمثل هذه اللّغة ، قال مظفّر " هذه لغتي أنا...وليست لغة الشّعب" ، وذلك صحيح تماما فالشّاعر يصنع اللّغة لا العكس...
تعود علاقة مظفّر بالشّعر العامّيّ كما يقول هو إلى أسباب أربعة :
ـ بيئته الطّفوليّة التي عاشها والقريبة من أجواء بيته المشحونة بهدهدات المهد والأهازيج والسبايات .
ـ قدرة العامّيّة على ملامسة النّاس مثلما كان الأمر مع العامّيّة المصريّة.
ـ تمتّع العامّيّة بغنى جماليّ موروث وغير مدروس جيّدا.
ـ عامل شخصيّ يعود إلى زيارته سنة 1955 إلى أهوار العمارة (إحدى مدن جنوب العراق الرّئيسيّة) حيث استمع إلى بعض المغنّين " غرير " و"جويسم" و" سيّد فالح" الذين أذهلوه بغنائهم...لحظتها كما يقول "تكشّف له عالم مهمل لكنّه مليء بالجمال..."
لقد شبّه مظفّر الكتابة بالعاميّة بالنّحت على الطّين "كونها مطواعة وبعيدة عن موضوع النّحو والإرث البلاغيّ ثمّ أنّ اشتقاقاتها تمنح الشّاعر سعة وحريّة في اشتقاق أيّة مفردة ربّما غير موجودة أساسا أمّا في الفصحي فذلك غير ممكن لأنّ الاشتقاقات لها طبيعتها النّحويّة".
ومظفّر لا يعتبر العامّيّة مضادّا للثّقافة العربيّة تشتّت الإنجاز العربيّ الإبداعيّ ، وهو يرى أنّ لها عالمها ومزاياها كما للشّعر الفصيح مزاياه...
" يا حِـزن ! يا ريت أعرفك
كنت أسوّيلك حديقة
وممشى من كاشي الفرح قدّام بيتك
يا حزن يا ريت أعرفك وين تسكن
كنت أقلّك لا تجيني
وتمشي كل هاي المسافه
وحدي كنت أجيتك !
يا حزن وحياة حزنك ما عرفتك "
...يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق