مدخل : تهيّالها تقول برق...هطلتْ على وسع غيمها
* * *
طاولة الخمر...بلا لونٍ
أمـدّ يديّ إلى شفتيْكِ ألـوّنها !
والنّـادل ينظـر في نهـديْكِ البـدويّيْـنِ
وينسـاني..
وسيّـدةُ فـي الـرّكـنِ تـراقب خطـوات الشّـارع
ثمّ بهـاتفها
أسماء..أرقاما نسيت أصحابها منذ زمـانٍ
ثملـتْ روحـي..
وتـرنّح قلبـي كالقـاربِ في اليـمّ
بعيـدًا..
بعيـدًا في الأفـق الأزرق والمـاءِ
نسيـتُ..
نسيتُ أنا أيضا وجه النّاس على الأرضِ
نسيتُ..نساءَ اللّيـلِ يعلّقن ملابسهنّ بأخشاب سريري
فالمـاءُ دواء جروحي
والعتماتُ دليلُ ،،،
مـا عاد صهيلكِ في الفجْـرِ
يثيـرُ عصاقير الشبّاك
وما عاد اللّه بنهديْكِ يقـولُ ،،،
يطربني المطر البارد
والخمر..
وخصرك في رعشته الأولى..
منكسـرٌ..وخجـولُ ،،،
كنبيّ ينظر في الأفق الأعلى
ثمّ دنـا
والكلماتُ قليــلُ ،،،
*
* *
الحـــزنُ..
يـدسّ بجيبـي تـذكـرة للعـودةِ
يشـربُ كأسيْن تبـاعًا
ثمّ يغـادرُ
يـا سيّـدُ !
صـاح النّـادلُ : علّمنِـي كيف أكون حزينًـا !
ذاك النّـادلُ
صافحـه..ومضـى في المطـرِ البـاردِ
واللّيـلِ..
والنّهـد تثـاءبَ مغتلمَـا
مالي لا أثمـلُ ؟
مـولايَ !
نسيـتُ أحـبُّ
نسيـتُ..
كـأنّ بـوجهِـكَ مـن شهـواتِ اللّيـلِ شمـوعًـا
أطفـئْ مـولاي !
فإنّ القلـبَ سقيـمْ ،،،
والبحــرُ سينثـر نجمـاتٍ
ومـدائنَ لا عشـقَ بهـا
وخـرائـطَ مـن مـاءٍ وغيـومْ ،،،
أرِحِ القلـبَ هنـا..في قلبـي
وبـرودةَ كفّيْـكَ علـى قـدحي
واشـربْ..
فـاللّه نــديمْ ،،،
والنّجــمُ
وآيُ الشّمس..وأصحابُ الفيـلِ..
وتبّع..والكهفُ..
ومؤتفكاتُ سدومْ ،،،
* * *
طـاولة الخمـرةِ صارتْ وطنًـا
وشـواطئَ زرقـاءَ !
ونادلـكِ المفتـونُ تُـرنّحه الشّهـوةُ
والـرّوحُ القُـدُس الأممـيُّ تنـزّل
لـم يُحكـمْ شيئـا يُـذكر
فـالآيـاتُ هي الآن بقلبِـي
نهنهـةٌ وســلامْ ،،،
آي الغيْبـة..اِقـرأْ :
باسمـك !
يـا هـذا المـوغل في الفـرح البشـريِّ
ومـا أتقنْـتَ مـن الـوجـدِ
أقسـمُ إذ أنـتَ رحلـتَ
لقـد جـاء اللّـهُ إلى العتباتِ..
ونــــــامْ ،،،،،
وثملـتُ حزينًـا
مثـل صنـوبرةٍ في التلّـةِ
تـرمي أوراقها للغـرباء
وتكشف عن فخـذيْها النّهـريّيْن
مـدى الأيّامْ ،،،
وثملـتُ حـزينًـا
كحـروفٍ تلهث
خلـف كــلامْ ،،،
م.الخامس جانفي
2017